انصار شيناواترا يفسدون القمة الآسيوية

اعلن رئيس الحكومة التايلاندية ابيسيت فيجاجيفا حالة الطوارئ في منتجع باتايا الساحلي الذي كان سيشهد انعقاد جلسات مؤتمر قمة للزعماء الآسيويين، وذلك بعد ان اقتحم متظاهرون مناوئون للحكومة التايلاندية المرافق التي كانت ستستضيف القمة.

وقال رئيس الحكومة إن الغرض من الاجراء تأمين عودة الزعماء الآسيويين الى بلدانهم.

وقد شوهدت طائرات هليكوبتر وهي تقلع من سقف موقع القمة وعلى متنها عدد من الزعماء الآسيويين العائدين الى بلدانهم.

وقد اضطر منظمو القمة الى الغائها بعد اندلاع صدامات بين المحتجين ومؤيدي الحكومة.

ويقول مراسلنا في بانكوك إن الحكومة التايلاندية قضت اشهرا عديدة في التحضير لهذه القمة، ولكن الاجراءات الامنية المحيطة بمكان عقدها انهارت في غضون ساعات قليلة بعد ان تمكن آلاف المتظاهرين من اختراق الطوق الذي كانت فرضته الشرطة حول المكان.

ويقول مراسلنا إن ما حصل يعتبر احراجا كبيرا واهانة للحكومة.

الغاء

وكان وزراء خارجية الصين واليابان وكوريا الجنوبية قد اضطروا الى الغاء جلسة ثلاثية كان مخططا لها، كما الغي لقاء ثنائي بين الصين ومجموعة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان).

يذكر ان هذه هي المرة الاولى التي ينجح محتجون فيها في عرقلة اعمال قمة دولية بهذا المستوى.

وكان حوالي الالفين من المحتجين - الذين تميزوا بارتداء القمصان الحمراء - والذين يؤيدون رئيس الحكومة التايلاندي المطاح به ثاكسين شيناواترا، قد وصلوا الى المنتجع الساحلي يوم الجمعة.


متظاهرون من ذوي "القمصان الحمراء"

كما شهد الاسبوع الماضي احتجاجات واسعة قام بها انصار شيناواترا في العاصمة التايلاندية بانكوك.


الا ان رئيس الحكومة اصر على ان القمة الآسيوية المخصصة لبحث الازمة المالية العالمية لابد ان تعقد في موعدها.

وكان مقررا ان تنعقد القمة اليوم السبت على ان تنهي اعمالها يوم الاحد بلقاء موسع يضم - اضافة الى الدول الاعضاء في منظمة آسيان والصبن واليابان وكوريا الجنوبية - كلا من الهند واستراليا ونيوزيلندا.

ويقول مراسل بي بي سي في بانكوك جوناثان هيد إن اليسر الذي تمكن به المحتجون من عرقلة القمة احرج الحكومة التايلاندية.

"شاحنات وسيارات اجرة"

واضطر رجال شرطة مكافحة الشغب الى التدخل للفصل بين المحتجين ذوي القمصان الحمر من جهة ومؤيدي الحكومة الذين يرتدون القمصان الزرقاء من جهة اخرى.

وقد تسلح بعض من مؤيدي الحكومة بالعصي والقناني الزجاجية، كما شوهد بعض المحتجين وهم يحملون الهراوات والمدي.

وقال ناطق حكومي تايلاندي إن الحكومة بصدد التحقيق في التقارير غير المؤكدة والقائلة إن ثلاثة اشخاص اصيبوا بعيارات نارية اثناء الصدامات.

وقال الناطق: "وردتنا تقارير غير رسمية تفيد باصابة شخصين او ثلاثة من معسكر القمصان الزرقاء. لا نعلم مصدر الاطلاقات بالتحديد، ولكن لعله كان معسكر القمصان الحمر."

ويقول شهود إن المحتجين استخدموا سيارات اجرة وشاحنتين على الاقل لاغلاق الطريق المؤدية الى موقع انعقاد القمة، مما اجبر الناطق الرسمي التايلاندي على الاعلان عن تعليق اعمالها.

وقال الناطق: "لقد اجلت القمة بين منظمة آسيان والصين بسبب محاولات المحتجين عرقلة ترتيبات تنقل الزعماء."

وفي وقت سابق، افلح المحتجون في منع وزير الخارجية الياباني هيروفومي ناكاسوني من الوصول الى موقع القمة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في وزارة الخارجية اليابانية قوله إن القمة الصينية اليابانية الكورية الجنوبية الثلاثية قد الغيت، ولكن الوزير ناكاسوني تحدث الى نظيريه الصيني والكوري هاتفيا.

وقال مسؤول صيني لوكالة الانباء الفرنسية إن الوزراء الثلاثة انتظروا لساعة كاملة قبل ان يقرروا الغاء اجتماعهم الذي كان سيناقشون فيه النتائج المترتبة على قيام كوريا الشمالية باطلاق صاروخها الاخير في الاسبوع الماضي.

استقالة

يذكر ان قمة دول آسيان قد اجلت مرات عديدة بسبب الاضطرابات السياسية التي تعصف بتايلاند.

وكان رئيس الوزراء التايلاندي ابيسيت فيجاجيفا قد تسلم مقاليد الحكم في شهر ديسمبر/كانون الاول الماضي على رأس ائتلاف شكله اثر صدور امر قضائي بعدم شرعية الحكومة السابقة التي شكلها انصار شيناواترا.

وجاء اصدار الامر القضائي عقب نجاح معارضو شيناواترا في اغلاق مطار بانكوك لثمانية ايام ومحاصرة المكاتب الحكومية.

ويتهم انصار شيناواترا - الذين يطلقون على حركتهم اسم "الجبهة الديمقراطية المتحدة المناوئة للديكتاتورية" - حكومة ابيسيت فيجاجيفا بأنها دمية في ايدي الجيش.

ويقول مناصرو رئيس الحكومة السابق إن ابيسيت فيجاجيفا اغتصب الحكم اغتصابا، وعليه الاستقالة ليتسنى اجراء انتخابات جديدة.